الجمعة، 21 يناير 2022

مراجعة فيلم The Harder They Fall

 يبدأ المؤلف والمخرج والموسيقي جيمس سامويل فيلم The Harder They Fall مع هذه العبارة: "في حين أن أحداث هذه القصة خيالية... إلا أن أولئك. الناس. موجودين". وفي بحث سريع عبر غوغل تأكدنا من صحة هذا البيان، حيث أن نات لوف، وروفوس باك، وستيجكوتش ماري، وتشيروكي بيل، الشخصيات الذين يمثلهم جوناثان ماجورز، وإدريس إلبا، وزازي بيتز، ولاكيث ستانفيلد على التوالي، على قيد الحياة ويعيشون في الغرب القديم. لكنهم موجودون بكامل مواصفاتهم باستثناء الاسم في هذا الفيلم المميز من نوع رعاة البقر، لأن خصائصهم ودوافعهم ومغامراتهم الفاسدة لا تتوافق تماماً مع نظرائهم في الحياة الواقعية. ومع ذلك يقدم سامويل قصة مرحة ولطيفة وبارعة تتمحور حول الأشخاص ذوي البشرة السوداء التي لديها الكثير من المواصفات الشبيهة بأفلام مثل Carmen Jones بقدر ما تشبه أيضاً أفلام تارانتينو أو أفلام الويسترن القديمة التي كانت تصور بإيطاليا بميزانيات قليلة.


يبدأ الفيلم ببداية متوترة تمهد الطريق للأسلوب العنيف لملحمة الانتقام الدموية هذه، حيث يتم تقديم نات لوف اليافع للخارج عن القانون روفوس باك من خلال قتل والديه. يحمل نات ندبة سببتها شفرة على جبينه، والذي يكبر ليصبح خارجاً عن القانون بحد ذاته، لكن بشكل مشابه لشخصية عمر في مسلسل The Wire، لديه قانونه الخاص ولا يستهدف هو وطاقمه سوى الخارجين عن القانون. إن ماجورز الذي يلعب دور نات ليس راعي البقر النموذجي الذي اعتدناه. إنه يتمتع بالجاذبية والكاريزما، ولا يفشل أبداً في إظهار إنسانية نات عندما تتطلب منه المشاهد العاطفية الرئيسية تقديم أداء عميق.


وبشكل مشابه، يقدم إلبا أداءً قوياً بدور زعيم الجريمة الشبيه بالشرير الشهير Kingpin، فيزرع الرعب والألم والموت لتحقيق هدفه النهائي المتمثل بأرض الميعاد للأمريكيين سود البشرة. في أحد المشاهد تتسع عربة قطار لإفساح المجال لدخول باك، الرجل الضخم الذي يمثله إلبا، لكن هذا الاستخدام الذكي للصور المولدة بالحاسب، بالإضافة إلى الزوايا الحادة تجعل شخصيته الشاهقة تبدو أكثر رهبة. كما يسمح مشهد قوي في الفصل الأخير للممثل البريطاني بالاستمتاع بالتعقيد الذي يلف هذا الشرير في أداء يُصنف من بين أفضل ما قام بتأديته طيلة حياته المهنية.



وتتعزز شخصيتي بك ولاف بطاقم من أفراد العصابات المميزين الذين يضيفون الكثير على مغامراتهم الإجرامية. وبالتحديد ريجينا كينغ بدور "الخائنة" ترودي سميث، ولاكيث ستانفيلد بدور تشيروكي بيل، يضفيان طابعاً مميزاً بنفس المقدار على الشخصيات. وفي الوقت نفسه، يوازن بيل بيكيت الذي يمثله إيدي غاثيغي، وجيم بيكورث الذي يمثله آر جاي سايلر بين النور والظلام كالثنائي الكوميدي للفيلم. هناك روح دعابة حقيقية معاصرة في نص سامويل والكاتب المشارك بواز ياكين. ليس كل طلقة تصدر هي رصاصة، فقد تكون أحياناً جملة مضحكة، وغالباً ما تستخدم لتحدي التوقعات حول كيف ستجري مواجهة حماسية.


يتزامن هذا المزاج اللطيف مع الموسيقى التصويرية المرحة التي تتضمن إشارات إلى الألحان الموسيقية الغربية الكلاسيكية للملحن الإيطالي إنيو موريكوني، وموسيقى الريغي الأساسية وموسيقى الأفروبيت، وأغنية جديدة من جاي زي (وهو أيضاً منتج في الفيلم). تعزز هذه الألحان من تجربة ذوي البشرة السوداء في هذا النوع من الأفلام الذي يهيمن عليه البيض عادةً. يتعارض الغرب المتوحش الذي يقدمه سامويل مع الصور النمطية المضطهدة من خلال إبقاء الأشخاص البيض على الهوامش، وتأدية الممثلين السود لكل دور رئيسي، ابتداءً من الخارج عن القانون إلى المارشال إلى الممثل المسرحي ووصولاً إلى الشرير. من دون أي تلميح لوجود عنصرية عرقية.


إنه لمن المنعش أن نرى هذا التقليد الهوليوودي القديم من خلال عدسة السود. تضفي مشاهد الكاوبوي إحساساً من السِلطة على معارك إطلاق النار، وتستعرض اللقطات العريضة الخلفية الشاسعة الأمريكية، مع لقطات مقربة تجعل مشاهد الاصطدام القريبة مسلية. وتبلغ رحلة الانتقام هذه بين الأصدقاء والأعداء ذروتها في مواجهة دموية ووحشية على مر العصور أيضاً، والتي تتوج هذا الفيلم الرائع بأسلوب مبهج.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مراجعة فيلم The Matrix Resurrections

 غالباً ما يكون الرافضون للأعمال التي تحث الحنين إلى الماضي من الأشخاص الذين ينقدون بشدة أفلام الريميك أو الريبوت أو الأجزاء التالية التي تص...